إبليس والشجرة
قال القرشي : سمعت سعيد بن سليمان يحدث عن المبارك أبي فضالة عن الحسن قال :
كانت الشجرة تعبد من دون الله فجاء إليها رجل فقال : لأقطعن هذه الشجرة ، فجاء ليقطعها غضباً لله فلقيه إبليس في صورة إنسان ، فقال : ما تريد ؟ قال : أريد أن أقطع هذه الشجرة التي تعبد من دون الله ، قال : إذا أنت لم تعبدها فما يضرك من عبدها ؟ قال : لأقطعنها، فقال له الشيطان : هل لك فيما هو خير لك؟ لا تقطعها ولك ديناران كل يوم إذا أصبحت ، فوجد عند الصباح دينارين تحت وسادته، ثم أصبح بعد ذلك فلم يجد شيئاً ، فقام غاضباً ليقطعها فتمثل له الشيطان في صورته وقال : ما تريد ؟ قال : أريد قطع هذه الشجرة التي تعبد من دون الله تعالى ، فضرب به الأرض وخنقه حتى كاد يقتله، قال : أتدري من أنا ؟ أنا الشيطان ، جئت أول مرة غضباً لله فلم يكن لي عليك سبيل ، فخدعتك بالدينارين فتركتها ، فلما جئت غضباً للدينارين سُلطت عليك .
وهكذا كما رأيت يا أخي استطاع الشيطان أن يخدع العابد ببريق الدينارين اللذين ظن العابد أنهما سيكونان سببا في سعادته ولكنهما كما رأيت كانا سبباً في تعاسته كما جاء في الحديث الشريف الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم : (تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار) : من وينطبق هذا القول على هذا العابد الذي باع آخرته بدنياه فكان لعبة في يد الشيطان الذي ما سلط عليه كما عرفت إلا بعد أن خرج الإخلاص من قلبه .
*** *** *** ***
الــعــلم والـمـــال
من ضاق ماله كثر همه ، ومن اتسع علمه قلّ همه ، ولإن تقلل همومك بكثرة العلم خير من أن تقللها بسعة المال ، فقلَّ أن يسلم غني من المهالك، وقلَّ أن يقع عالم فيها ، وقلَّ أن رأيت إنساناً اجتمع له العلم الغزير والمال الكثير مع سلامة من المهالك وبسطة في عمل الخير، ولكن مثل هؤلاء فاقرأ عنهم في التاريخ.
*** *** *** ***
قال أبو الطيب المتنبي :
ما كل ما يتمـنى الـمرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
***
وقال أبو العتاهية:
إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى
تقلب عـريانا ولو كان كاسيا