السبت، 28 مارس 2009

عبقرية فريدة !

عبقرية فريدة!

عندما وصل المسلمون إلى مشارف مكة المكرمة ، ونزلوا عند الحديبية على بعد أميال من مكة وفي قلوبهم ذلك الأمل الحلو أن يطوفوا بالبيت العتيق رأوا ناقة الرسول تبرك ، وسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( قوموا فانحروا ثم احلقوا) ولكن كيف يعودون بلا طواف ولا سعى ولا عمرة ؟! .
إن الأمل الحلو مازال يداعب أفئدتهم .. ورسول الله صلى الله عليه وسلام يأمرهم أن يتحللوا من إحرامهم فلم يحركوا ساكناً ! وهنا يدخل الرسول صلى الله عليه وسلمعلى زوجه أم المؤمنين أم سلمة وذكر لها ما لقى من الناس وأنه قال لهم : قوموا فانحروا واحلقوا فو الله ما قام منهم أحد.
هنا تفتق ذهن أم سلمة عن عبقرية قلّ نظيرها في التاريخ ! قالـــــت : يا نبي الله ، أتُحب ذلك ؟ قال : نعم.
قالت : أخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بُدْنك ، وتدعو حالقك فيحلقك .
فخرج صلى الله عليه وسلم فلم يكلم أحداً حتى فعل ذلك .. نحر بُدْنَه، ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا . إن الأمر اللفظي لم يحرك ساكن أحد . فليكن الأمر العملي هو الذي يحسم الموقف .
فياله من درس تربوي خالد فقهناه من أم سلمة رضي الله عنها خِرّيجة بيت النبوة عن دور القدوة العملية في التربية.

***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق