الأحد، 15 مارس 2009

الملك والوزير

الملك والوزير

يحكى أن أحد الملوك كان لديه وزير .. وهذا الوزير كان يتوكل على الله في جميع أموره ...
الملك في يوم من الأيام انقطع له أحد أصابع يده وخرج دم ، وعندما رآه الوزير قال خير خير إن شاء الله ... وعند ذلك غضب الملك على الوزير وقال أين الخير والدم يجري من أصبعي .
وبعدها أمر الملك بسجن الوزير ... وما كان من الوزير إلا أن قال كعادته خير .. خير إن شاء الله وذهب إلى السجن ...
في العادة : الملك في كل يوم جمعة يذهب إلى النزهة ... وفي آخر نزهه... حط رحله بالقرب من غابة كبيرة ...
وبعد استراحة قصيرة دخل الملك الغابة ... وكانت المُـفاجأة أن الغابة بها ناس يعبدون صنما ... وكان ذلك اليوم هو يوم عيد الصنم .. وكانوا يبحثون عن قربان يقدموه للصنم ... وصادف أنهم وجدوا الملك وألقوا القبض عليه لكي يقدمونه قربانا إلى آلهتهم ... وقد رأوا إصبعه مقطوعا وقالوا هذا فيه عيب ولا يستحسن أن نقدمه قربانا وأطلقوا سراحه .
حينها تذكر الملك قول الوزير عند قطع اصبعه (خير .. خير إن شاء الله).
بعد ذلك رجع الملك من الرحلة وأطلق سراح الوزير من السجن وأخبره بالقصة التي حدثت له في الغابة .. وقال له فعلا كان قطع الأصبع فيه خــير لي ... ولكن أسألك سؤالاً : وأنت ذاهب إلى السجن سمعتك تقول خير .. خير إن شاء الله ... وأين الخير وأنت ذاهب إلى السجن ؟.
قال الوزير : أنا وزيرك أكون دائما معك ولو لم أدخل السجن لكنت معك في الغابة وبالتالي لكان قبض عَبَدَة الصنم عليّ وقدموني قربانا لآلهتهم وأنا لا يوجد بي عيب .. ولذلك دخولي السجن كان خيرا لي . وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم .. وأعجب الملك بذكائه وكافأه .
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق