السبت، 28 مارس 2009

السحر بين الحقيقة والوهم

السحر بين الحقيقة والوهم *

قال تعالى [فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ] (الأعراف:116) .
إن السحر مأخوذ كلفظ من السحر الذي هو ظلمة ما قبل الفجر التي تنقشع ببزوغ فجر يوم جديد لا ظلمة فيه ولذا سمى السحور سحوراً لأنه في وقت السحر قبل الفجر .
«وهو أمر خارق للعادة صادر عن نفس شريرة لا يتعذر معارضته».
وقد عُرف السحر منذ أن غوى الشيطان الإنسان مما قرب بين الطرفين باستسلام من قبل الإنسان العاصي أن يسخر لطاعة الشيطان في عصيان ربه، ولكي يستشري الشر والفساد في الأرض احتال الشيطان على من يطيعه من البشر بأن يخدعهم بألاعيب يحدثها بنفسه دون أن يرى ، كنشر سموم بعض الأمراض فيمرض الإنسان بمرض هو مادي ملموس ، وأصله خفي غير محسوس أو كسرقة أشياء يترتب عنها حدوث فتنة وبغضاء ، سواء بين المتعاملين أو تحويل صحيح في كلام لسيء أو خطأ ، أو الربط للأزواج مما يوهن العلاقة ويفصم عُرى المحبة ليتم الطلاق والخراب أو وضعه لفيروسات مدمرة للعقل فيحدث الخبل والجنون لسليم السوية والعقل ، أو نفث غبار أو دخان يعمى على العيون ليبدل ما هو أمامهم من حال إلى حال ،أو تسليط شعاع غير مرئي كصاحبه (الشيطان) فيصيب الإنسان بالداء وهلم من المؤثرات والأسلحة الشيطانية غير المرئية مثله معه كمخلوق هو غير مرئي فيحدث ما يسمى بالسحر .
فالسحر هو سلاح من أسلحة الشيطان الخفية ولذا جاء في قوله تعالى في سورة البقرة [وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ] فمصدر تعلم السحر هو الشيطان فلذا الساحر يقتل لأنه عابد للشيطان عدو الإنسان .
قال تعالى [هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ] [الشعراء : 221ــ223] .
وما من ساحر إلا وله شيطان مريد يسعى له في تحقيق ما يصبوا إليه من أعمال شريرة أو أعمال تخدع الناس بأفعال غريبة عجيبة كالساحر في السيرك وإلا فما تفسيرنا لساحر السيرك الذي يكون أمامه على منضدة شيء وفجأة يختفي إلا أن له شيطاناً يتعامل معه قد أخذ ذلك الشيء فاختفى معه لأنه هو خفي عن العيون .
والغاية من كل ذلك قلب الحقائق وتعبيد الناس للشيطان وفتنتهم وسبحان الله نجد بلاغة وإعجازاً في كلام الرحمن عز وجل بأن إرادة الشيطان مع حيله وألاعيبه وخداعه [إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا] [النساء: 76] ما تتم إرادته لأمر إلا إذا كان قد قدر من الله لحمة وابتلاء من الله لعباده ليستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم وليعلموا أن الإسلام دين عظيم وليس دين خزعبلات ولا خرافات ولكن دين علم ويقين وحق ووضوح . فمع تعلم السحرة ما يفرقون به بين المرء وزوجه إلا أن ذلك «وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ ». وكل ذلك السحر تجد أنه يشترى فهناك مدارس في أوروبا والهند والبلاد الكافرة التي يتعلمون فيها السحر بالمال.
وتدبر قوله تعالى : [وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ] فالسحر علم شيطاني خطير أستاذه الشيطان الرجيم وتلاميذه السحرة وما التلميذ فيه إلا كالكلب يجرى نحو فريسته بإشارة الشيطان الذي يضع له فيها الُطعم فمثلاً كنت أعرف أنا شخصياً شاباً ورعاً أحسبه من الصالحين كان يكثر من قراءة القرآن وكان يسكن بجوار قسيس صليبي حاقد وفجأة أصيب هذا الشاب الطيب بمرض عجيب مع أنه طبيب أحس بأنه تائه لا يريد أن يذهب لعمله وكره زوجته وبيته وأوشك أن يهيم على وجهه على غير جادة أو هدف .
ولكن بفضل الله عرف السبب وببركة القرآن تم الشفاء وأخزى الله ذلك القسيس الساحر اللعين .
فشيطان القسيس هو الذي علمه السحر فسحر ذلك الشاب وحينما سُلط عليه شاع من نور القرآن اندحر وولى هارباً لأنه ضعيف ولأنه باطل وشر. وعظمة القرآن تقهر كل باطل وتطفئ كل شر ببركة الله وحده عز وجل . قال تعالى [لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله] [الحشر:21] .
قال تعالى : [وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين] (الإسراء:82) .
قال تعالى :}وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستورا{ [45: الأحزاب].

كيف يكون السحر :
قال تعالى : [ وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ] [102:البقرة] .
إن حقيقة السحر تكمن في أنه علم شيطاني تسخر فيه مردة الشياطين لخدمة الإنسان الأفاك الأثيم .
قال تعالى : [هل أنبئكم على من تنزل الشيطان . تنزل على كل أفاك أثيم ] [221ــ222: الشعراء] .
فحينما يصل هذا الأفاك الفاسق في عبادة الشيطان لدرجة الإخلاق والتقرب والإذعان يستجيب له الشيطان فيحقق له الخوارق والغرائب التي تفتن السذج والبلهاء والجهلاء من الناس وكل ذلك بقدرة الله وحده ليميز الخبيث من الطيب . ولذا ستكون فتنة المسيخ الدجال في آخر الزمان قائمة على السحر كما كانت بداية السحر في أرض الفراعنة بمصر لأنهم عبدوا الجبت والطاغوت .
ففي مدينة زاييس (صان الحجر بالشرقية بمصر) حينما أرسل الله إليهم موسى ليبلغ فرعون والشعب الفرعوني في مصر دعوة التوحيد ليعبدوا الله وحده ، كانت هذه المدينة معقل السحرة ومدرسة السحر بمصر فكان السحرة فيها يحولون عن طريق الشيطان عصيهم إلى حيات فكان من يراها يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى لأنهم بمعاونة الشياطين يسحرون بها أعين الناس . قال تعالى : [ قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ]. [66ــ69: طه].
وقد أوضح الإمام الغزالي كيفية السحر فقال : «السحر نوع يستفاد من العلم بخواص الجواهر وبأمور حسابية في مطلع النجوم فيتخذ من تلك الخواص هيكل على صورة الشخص المسحور ويترصد له وقت مخصوص من المطالع وتقترن به كلمات يتلفظ بها من الكفر والفحش المخالف للشرع يتوصل بسببها إلى الاستغاثة بالشياطين وتحصل من مجموع ذلك أحوال غريبة في الشخص المسحور».
وقال ابن خلدون في مقدمته ص 102: «ورياضة السحر كلها إنما تكون بالتوجه إلى الأفلاك والكواكب والعوالم العلوية والشياطين بأنوع التعظيم والعبادة والخضوع والتذلل فهي لذلك وجهة إلى غير الله وسجود لغيره والوجهة إلى غير الله كفر فلهذا كان السحر كفراً».

حكم الساحر وما يستحق في الإسلام :
قال تعالى : [وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ...] [البقرة: 102].
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : «إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ، ومن سحر فقد أشرك ومن تعلق شيئاً وكل إليه». [أخرجه النسائي وابن مردويه].
وحكم الساحر أن تقطع عنقه لما رواه الترمذي والدارقطني والبيهقي والحاكم من حديث جندب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «حد الساحر ضربه بالسيف».
وقد كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل موته بشهرين «أقتلوا كل ساحر وساحرة». [أخرجه أحمد وعبد الرزاق والبيهقي].
وروى الإمام مالك في الموطأ : «أن حفصة أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم أمرت بقتل جارية لها سحرتها فقتلت».
فعلى كل مسلم أن يحذر السحر والسحرة فلا يذهب لساحر حتى لا ينقض توحيده ويرتد عن الإسلام ففي الصحيح قال صلى الله عليه وسلم : «من أتى عرافاً أو كاهناً فقد كفر بما أنزل على محمد».

كيف نتقي السحر ونداويه :

قال تعالى: [وأيوب إذ نادي ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين] [83 ــ 84 : الأنبياء].
فلكي نحصن أنفسنا من هذا الشر علينا أن نكون مسلحين بالتوحيد الخالص وذلك بأداء جملة الفرائض المتمثلة في عبادة الله عز وجل والكفر بالطاغوت الحاكم بغير ما أنزل الله (*) وأن نجعل القرآن على ألسنتنا وإذكار النبي محمد صلى الله عليه وسلم لليوم والليلة وأن نعوذ أنفسنا وأولادنا وأهلينا بالمعوذتين وآية الكرسي والإخلاص ونتجنب صحبة الفاسدين والمشركين ونهجر كل أماكن اللهو والفساد وأن نجعل بيوتنا تصدع دوماً بالقرآن ترتيلاً وعملاً وحفظاً وفهماً وتعليماً ولنطرد كل مسببات دخول الشياطين كأجهزة الموسيقى والغناء والصور والتماثيل ولنحيا حياة إسلامية بحق وصدق وإخلاص لوجه الله الكريم [ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ] [64: يوسف] [وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً ] [الأنعام:61] . فالله يحفظ كل عبد من عباده الصالحين لأنه يحبه والمحب لمن أحب مطيع ، فلن يضر العبد الصالح لا سحر ولا شيطان ، وإن أبتُلي مرة فرحمة الله سرعان ما تكتنفه بالسلامة والعافية ، ولذا نجد أكثر من تمكن السحر منهم ويطول فيهم هؤلاء الذين أعرضوا عن الله عز وجل ، فتمكن الشيطان منهم فأصبحوا فريسة للسحر مستسلمة، أما أهل الإيمان عباد الرحمن فكما قال الله تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ] [الأعراف: 201] فبذكر الله وتقوى الله يكون العبد في حفظ الله ومحصناً من السحر إن شاء الله.
تعويذة تحفظ وتقي من السحر ومن كل بلاء
[1]:
حينما تستيقظ كل يوم لتصلى الفجر بعد أذكار ختم الصلاة تقول: بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم (ثلاثاً) وكذلك مثل ذلك مساءاً لقوله صلى الله عليه وسلم : «من قال بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم (ثلاث مرات) حين يمسى لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح ومن قالها حين يصبح لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي». [رواه ابو داود والترمذي ، وقال حديث حسن صحيح].

لإبطال السحر :

قال ابن كثير في تفسيره للآية 102 من سورة البقرة :
قلت : أنفع ما يستعمل لإذهاب السحر ما أنزل الله على رسوله في إذهاب ذلك وهما (المعوذتان) وفي الحديث «لم يتعوذ المتعوذ بمثلهما» وكذلك قراءة آية الكرسي فإنها مطردة للشيطان.
فعن زيد بن أرقم قال «سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ من اليهود فاشتكى ، فأتاه جبريل عليه السلام فنزل عليه بالمعوذتين وقال : إن رجلاً من اليهود سحرك والسحر في بئر فلان ، فأرسل (النبي صلى الله عليه وسلم علياً (كرم الله وجهه) فجاء به فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية ويحل (أي من المعوذتين ) حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال) أخرجه عبد بن حميد في مسنده وأبن مردويه من حديث عائشة مطولاً وكذلك من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

رقية جبريل عليه السلام :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ألا أرقيك برقية رقاني بها جبريل ، فقلت : بلى بأبي أنت وأمي فقال : بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء يأتيك من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد» فرقى بها ثلاث مرات . [أخرجه ابن ماجه وابن سعد والحاكم].

الفاتحة فاتحة الخير تعالج السحر :
تمسك برأس المسحور وتقرأ عليه الفاتحة فوالله إنها لمجربة ومؤكدة في كل خير .
قال إبن القيم «مكثت بمكة مدة يعتريني أدواء ولا أجد طبيباً ولا دواء فكنت أعالج نفسي بالفاتحة فأرى لها تأثيراً عجيباً فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألماً فكان كثير منهم يبرأ سريعاً ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع بها غاية الانتفاع». [الجواب الكافي ص15].
وعن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل راجعاً من عنده فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد فقال أهله : إنا قد حدثنا أن صاحبكم هذا قد جاء بخير (أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ) فهل عنده شيء يداويه؟ قال : فرقيته بفاتحة الكتاب ثلاث أيام كل يوم مرتين فبرئ فأعطوني مائة شاة فأتيت رسول الله r فأخبرته فقال: خذها فلعمري لقد أكلت برقية حق. [رواه أحمد وأبو داود وابن حبان في صحيحه].

حرز عظيم من القرآن الكريم :
قال المحدث الدهلوي الشيخ أحمد ولي الدين في كتابه «القول الجميل»[2]: ثلاث وثلاثون آية تنفع من السحر وتكون حرزاً من الشيطان واللصوص والسباع :
أربع آيات من أول البقرة ، وآية الكرسي ، وآيتان بعدها إلى «خالدون» وثلاث من آخر البقرة ، وثلاث من الأعراف : إن ربكم الله إلى «محسنين» وآخر بني إسرائيل «قل أدعوا الله أو ادعوا الرحمن» وعشر آيات من أول الصافات إلى «لازب» وآيتان من سورة «الرحمن» يا معشر الجن إلى «تنتصران» وآخر «الحشر» « لو أنزلنا هذا القرآن» وآيتان من «قل أوحى» وأنه تعالى جد ربنا إلى «شططا».
فهذه هي الآيات المسماة بثلاث وثلاثين آية ، ويمكن ان يزيد عليها بسورة الفاتحة و «قل يا أيها الكافرون » و«قل هو الله أحد» والمعوذتين ويأخذ من أول السورة «قل أوحى » إلى «شططا» ... انتهى .

للشفاء من السحر وإبطاله :
جاء في تفسير ابن كثير لسورة يونس عند قوله تعالى [فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر] ما يلي:
قال ابن أبي حاتم عن ليث وهو ابن أبي سليم قال : بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله تعالى ، تقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور :
1- [فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ]. [81ــ82 : يونس].
2- [فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ *قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ] [الأعراف :118ــ122].
3- [إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى] [69: طه].
لفك السحر ولو كان في أعماق المحيط بإذن الله وفك المربوط (من حبس عن إمرأته) :
قال ابن بطال في كتاب وهب بن منبه : إنه يأخذ سبع ورقات من سدر[3] أخضر فيدقها بين حجرين ثم يضرب به الماء ويقرأ فيه آية الكرسي ، القواقل (كل سورة تبدأ بـ «قل» ثم يحسو عليه ثلاث حسوات ثم يغتسل به يذهب عنه كل ما به بإذن الله تعالى). ( والسدرة خاصة لأنها تخاف منها الجن ومملوءة شوكاً وقد جاءت في القرآن كاسم لحكمة إلهية «عند سدرة المنتهى» والله أعلم).
دعاء لحرق الجن بقدرة وحول وقوة الله وحده :
ذكر السيوطي في كتاب «لقط المرجان في إحكام الجان» قصة فيها دعاء يحرق الجن ويجعله رماداً وهو :
«لا حول ولا قوة إلا بالله ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن» ويكرر صباحاً ومساءاً فإن هذا الذكر بقوة الله يحرق الجن ، والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم .
علاج لإفاقة المصروع :
كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقرأ في أذن المصروع قوله تعالى: [أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ * وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ] [المؤمنون :115ــ118].
وقد قرأها أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم في أذن رجل فإذا بالرجل يفيق فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قرأت في أذنه ؟ قال : قرأت (أفحسبتم ...) فقال رسول صلى الله عليه وسلم «لو أن رجلاً موقناً قرأ بها على جبل لزال»
وقوله تعالى : [لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ] [الحشر : 21].
وقوله تعالى : [وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ] [المؤمنون :97ــ98].

سورة الفتح لعلاج الصرع :
قال القسطلاني في كتابه المواهب اللدنية بالمنح المحمدية : وقد جربت الإقسام بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم (والإقسام ليس القسم أي اليمين ولكن الإقسام هو الحلف برب محمد ورب كل شيء). مع قوله تعالى : (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) إلى آخر سورة الفتح في ابنتين صغيرتين صرعتا فشفيتا .

للقضاء على العفاريت وطردها :
عن يحيى ابن سعيد أنه قال أسرى برسول صلى الله عليه وسلم فرأى عفريتاً من الجن يطلبه بشعلة من نار كلما التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه . فقال جبريل : أفلا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن طفئت شعلته وخر لفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى فقال: «أعوذ بالله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وشر ما يعرج فيها وشر ما ذرأ في الأرض وشر ما يخرج منها من فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن». [الموطأ للإمام مالك].

كيفية إخراج الجن :
قال تعالى: [وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا] [الإسراء: 82].
[وأيوب إذ نادى ربه إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين] [الأنبياء: 83ــ84].
[قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء] [فصلت: 44].
[وإذا مرضت فهو يشفين] [الشعراء :80].
وعلاج أي مرض كان في أي إنسان لابد أن يعتمد على الروح قبل الجسد لأنها هي المهيمنة عليه وهي جوهر حياته ونبض فؤاده والسر في إحساسه وحركة وظائف أعضائه فبدونها لا قيمة للجسد البتة بل يتفسخ الجسد ويتعفن ويعود لأصله ألا وهو التراب فمن ثمة يكون بدء العلاج مركزاً على الروح ثم الجسد ولا سيطرة على الروح إلا بالروحانيات وأعظم ما يعتمد عليه في ذلك كتاب الله وما ثبت في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من رقى ودعوات ثم الاعتماد على علاج الجسد وتدعيمه بالأدوية العشبية التي ثبت جدواها ونفعها في ذلك الشأن يقول ابن قيم الجوزية «من لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ومن لم يكفه فلا كفاه الله». [زاد المعاد ج3 ص178].
وصدق الله [أليس الله بكاف عبده].
فمن أجل ذلك لابد أن يكون الاعتقاد ويقين القبول من المعالج والممسوس بالجن في أن الشفاء لا ولن يكون إلا إذا أراد الله وأن العبد المسلم عنده الثقة وحسن الظن بالله بأنه هو لطيف بعباده رحمن رحيم ، فعند ذلك نبدأ بشرح كيفية إخراج الجن من الإنسان أو أي مكان بعون الله وقدرته وحوله وقوته.

أولاً : الـمُعالج والـمصروع :
يقول ابن القيم «وعلاج هذا النوع يكون بأمرين أمر من جهة المصروع وأمر من جهة المعالج .. فالذي من جهة المصروع يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان فإن هذا النوع محاربة والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين :
الأول : أن يكون السلاح صحيحاً في نفسه جيداً وأن يكون الساعد قوياً فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل فكيف إذا عدم الأمران جميعا؟.
والثاني : من جهة المعالج بأن يكون فيه هذان الأمران أيضاً حتى إن من المعالجين من يكتفي بقوله أخرج منه أو بقوله بسم الله أو بقول «لا حول ولا قوة إلا بالله» والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول «أخرج عدو الله أنا رسول الله». [زاد المعاد لابن القيم ج3 ص84].
فلذلك يجب تهيئة المريض المصروع بالبشرى بأن الله هو الشافي وحده ولا ريب أن الله سيرحمه ويطرد عنه هذا الشيطان وذلك بأن يكثر من الدعاء والرجاء مع إلتزام الهدوء والسكينة والرضا بقضاء الله عز وجل.
أما المعالج فشرط أساسي أن يكون من الموحدين الصالحين وإلا فقد ينطلق الجن من المريض إليه لأنه قد يجد مرتعاً خصباً أو ليؤدبه لكيلا يتجرأ على المواجهة والتحدي. ولذا قال ابن تيمية «إن كان الجن من العفاريت والمعالج ضعيف (ألإيمان) فقد تؤذيه الجن» [إيضاح الدلالة في عموم الرسالة ص36].

ثانياً : استحضاره :
لكي نستحضر الجن لابد وأن يعم الهدوء المكان مع التزام الصمت من الحاضرين ثم يضع المعالج يده اليمنى على رأس المصروع ويقرأ في أذنه اليمنى آية الكرسي سبعين مرة إن حضر وإلا فليزيد هذه الآيات :
بسم الله الرحمن الرحيم [الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ * مَـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ] [سورة الفاتحة].
بسم الله الرحمن الرحيم [الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ] [البقرة:1ــ4].
بسم الله الرحمن الرحيم [اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ] [البقرة: 255].
بسم الله الرحمن الرحيم [آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ] [البقرة:286].
بسم الله الرحمن الرحيم [شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ] [آل عمران: 18].
بسم الله الرحمن الرحيم [أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ * وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ] [المؤمنون:115ــ117].
بسم الله الرحمن الرحيم [وَالصَّافَّاتِ صَفًّا * فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا * فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا * إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ * رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ* إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ * لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ * دُحُـورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِـبٌ * إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَـةَ فَأَتْبَعَهُ شِـهَابٌ ثَاقِبٌ ] [الصافات:1].
بسم الله الرحمن الرحيم [هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ] [الحشر:22ــ24].
بسم الله الرحمن الرحيم [وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا] [الجن:3].
بسم الله الرحمن الرحيم [قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ] [الإخلاص:1ــ4].
بسم الله الرحمن الرحيم [قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ] [الفلق:1ــ5].
بسم الله الرحمن الرحيم [قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ]. [الناس : 1ــ6].

ثالثاً : كيف يُعرف أنه حضر :
أن يصرخ المريض بصوت غريب هو صوت الجن حقيقة لا صوت المريض وقد يقول سأخرج سأخرج فإن قال سأخرج كرامة لك فقل له : لا ، ولكن أخرج كرامة لله وحده ، وإن قال : سأخرج ولكن أذبحوا لي أو أحضروا لي فحذره من ذلك وقل له : لن نذبح إلا لله وحده وإن عاند فعليك بضربه ولكن تجنب الوجه وهذا الضرب لا يؤثر في المصروع بل هو في الجن نفسه حتى يستسلم ويخرج ولكن إحذر أن يخرج من العين أو الأذن أو المخ أو البطن بل فليخرج من الأنف أو الفم أو أصبع القدم وبلا عودة وإلا فالقرآن سيلاحقه.
· قد يغمى على المصروع فلا تدعه ، رشه بالماء واقرأ عليه سورة الجن حتى يتكلم وأسأله عن إسمه ولماذا دخل وهل هو مسلم أم كافر ، وهل هو مسخر من قبل ساحر ، أو أن المريض آذاه ، وهل هو يحبه أو يحبها ، وما شابه ذلك من الأسئلة من خلالها أجبه بالدعوة إلى الله وحثه على التقوى وخذ العهد منه بأن يكون من الصالحين ولا يؤذي أحداًَ بعد ذلك .
· إذا رفض الجن الخروج مع كل السبل القراءة والضرب والخنق ، يحضر لذلك طست مملوء بالماء وتضع يدك اليمنى في الماء وتقرأ آية الكرسي وسورة الجن وسورة يس والإخلاص ثلاث مرات وبعد ذلك يغتسل المصروع بهذا الماء وتكرر هذه العملية لمدة أسبوع ويا حبذا بدءاً من يوم الجمعة فإن الجن من نار والمياه تؤذيه وكأنها تقتله فيهرب بلا رجعة بإذن الله .
· إن كان المصروع مسحوراً فاستخدم معه طريقة السدر وآية الكرسي المذكورة في علاج المسحور في باب السحر .
· قد يدعي الجني عدم معرفة الخروج أو أنه لم يمسه فلا تصدقه وهدده بالضرب واستمر في قراءة القرآن ومع ذلك فعرفه كيف يخرج بأن يقول بسم الله وعلى بركة الله أخرجني يارب بحولك وقوتك وإني تبت إليك الله أكبر .
· قد يضرب المصروع المعالج ويسبه ويحاول الهروب منه وهذا كله من الجن وليس من المصروع فحينئذ عليه أن يطبق عليه ويخنقه ويكرر[إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًاِ] [النساء: 76].

رابعاً : كيف يُعرف أنه خرج :
أن يفيق المصروع وينظر حوله وكأنه فك من عقال ويحمد الله وتشعر كأنه كان نائماً واستيقظ.
· يتصبب عرقاً ويحمر وجهه ويغمره الهدوء وتشمله السكينة ويحس بالراحة.
· قد يسلم أثناء خروجه ويستغفر ويطلب السماح من المريض فعلى المريض أن يقول سامحتك بشرط أن لا تعود مرة أخرى.
· إذا خرج من الفم فإن المصروع يتقيأ فجأة وإن خرج من الأنف فإنه يعطس بقوة وإذا خرج من القدم فإن الظفر يدمى أو يؤلمه.

خامساً : بعد الخروج عليه بتقوى الله :
· أن يقرأ سورة الجن وياسين وآية الكرسي والإخلاص والمعوذتين مع كثرة الذكر ومجالسة العلماء والصالحين.
· أحذر اللهو والأغاني والموسيقى وتعليق الصور وتربية الكلاب وصحبة الفاسدين والمبتدعين وتجنب الأماكن النائية والخربة والمظلمة.
· التزود بالتقوى [وتزودوا فإن خير الزاد التقوى] وذلك بالصيام والقيام والذكر والدعاء والجهاد لإعلاء كلمة الله في الأرض وفعل الخيرات وتجنب السوء وأهله. وصدق الله [ قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَــــكَ مِنَ الْغَاوِينَ ] [الحجر: 41ــ42].
-------------------------
* أبو الفداء محمد عارف ، كيف نداوي ونتقي السحر ، مكتبة المأمون ،1990م ، ص12.
* وذلك لقوله تعالى (فيمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد أستمسك بالعروة الوثقى لا انفصال لها والله سميع عليم) [البقرة :256] .
1] التعويذة من العوذ والاستعاذة بالله وحده عز وجل وما دون ذلك من حجب وكتب فهو بدع.
2] ذكره الشيخ سيد محمد صديق القنوجي البخاري في كتابه الدين الخالص ص 343 بالجزء الثاني.
3] السدرة : شجرة النبق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق