السبت، 28 مارس 2009

الموت ولا المعصية

الموت ولا المعصية

كان أحد التجار في منزله ذات ليلة فقُرع الباب ، وإذا بشابة جميلة تشكو إليه جوعها ، فحادثها ، ثم راودها عن نفسها ، فقالت :
المــــــــــوت جوعـــــــــــــاً .. ولا معصــــــــية ربـــــــــــــي !
ثم رجعت من حيث أتت .
وبعد أيام عادت وتوسلت إليه لكي يساعدها ، ويطعمها لوجه الله ، فقال لها : لا إلا أن تمكنيني من نفسك ، فقالت :
الموت خير من عذاب الله .. وخرجت وهي تقول:

أيـا واحــداً شــَــمِلَ الخَلْقَـا
بسَمْعِك ما أشكو.. بعينـِك ما ألْقى
لقد صدمتنى شدة وخصَاصَةٌ
ونازلني ما بَعضه يمنع النُطْقا (1)
كأني ظمـآن تَرَى الماءَ عينُـه
فلا غُلّة تُروَى ، ولا شربةٌ تُسقى
تُنازِعُنِي نَفْسي إلى نيـلِ أكلةٍ
لذاتُهـا تَفْنىَ وغُصَتُها تَبْقـَى
أأعصيك بعد الفضلِ والجوعِ والهُدى
وكيفَ وبالطاعتِ أَسْتَجْلبُ الرّزقا؟!
سأتْلِفْها في نيلِ حُــبك سيّدي
عساىَ بها أسْتَوْجِبُ القربَ والعِتْقَا!

فجزع التاجر لما سمع قولها ، وقال لها : عودي وكلي ما شئت من الطعام في أمان الله !
فقالت : اللهم كما أنرت قلبـه ، وهديت لبه ، فأجب دعــــاءه ، ولا ترده خائباً ، فكان ما دعت به ، وملأ الله قلبه بالإيمان ، فتزوجهـا وعاشا في أمان .

--------------------------------------
1) الخصاصة : الجوع . ونازلني قاتلنى وأصابني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق