الموت ولا المعصية*
كان أحد التجار في منزله ذات ليلة فقُرع الباب ، وإذا بشابة جميلة تشكو إليه جوعها ، فحادثها ، ثم راودها عن نفسها ، فقالت :
المــــــــــوت جوعـــــــــــــاً .. ولا معصــــــــية ربـــــــــــــي !
ثم رجعت من حيث أتت .
وبعد أيام عادت وتوسلت إليه لكي يساعدها ، ويطعمها لوجه الله ، فقال لها : لا إلا أن تمكنيني من نفسك ، فقالت :
الموت خير من عذاب الله .. وخرجت وهي تقول :
أيـا واحـــــــــــــــداً شــَـــــــمِلَ الخَلْقَـــا بسَمْعِك ما أشكو .. بعينـِك ما ألْقــى
لقد صــــــــــــــدمتنى شـــدة وخصَاصَةٌ ونازلني ما بَعضـــه يمنع النُطْقـــــــا ([1])
كأني ظمـــــــآن تَـرَى المـــاءَ عينُــــــه فلا غُلّة تُروَى ، ولا شــــربةٌ تُســقى
تُنازِعُنِي نَفْســـي إلى نيـــــــــــــلِ أكلـةٍ لذاتُهــــــــــا تَفْنىَ وغُصَتُهــــا تَبْقـَى
أأعصيك بعد الفضــلِ والجوعِ والهُــدى وكيفَ وبالطاعتِ أَسْتَجْلبُ الرّزقا؟!
سأتْلِفْها في نيلِ حُـــــــــــــبك ســـــيّدي عساىَ بها أسْتَوْجِبُ القربَ والعِتْقَا!
المــــــــــوت جوعـــــــــــــاً .. ولا معصــــــــية ربـــــــــــــي !
ثم رجعت من حيث أتت .
وبعد أيام عادت وتوسلت إليه لكي يساعدها ، ويطعمها لوجه الله ، فقال لها : لا إلا أن تمكنيني من نفسك ، فقالت :
الموت خير من عذاب الله .. وخرجت وهي تقول :
أيـا واحـــــــــــــــداً شــَـــــــمِلَ الخَلْقَـــا بسَمْعِك ما أشكو .. بعينـِك ما ألْقــى
لقد صــــــــــــــدمتنى شـــدة وخصَاصَةٌ ونازلني ما بَعضـــه يمنع النُطْقـــــــا ([1])
كأني ظمـــــــآن تَـرَى المـــاءَ عينُــــــه فلا غُلّة تُروَى ، ولا شــــربةٌ تُســقى
تُنازِعُنِي نَفْســـي إلى نيـــــــــــــلِ أكلـةٍ لذاتُهــــــــــا تَفْنىَ وغُصَتُهــــا تَبْقـَى
أأعصيك بعد الفضــلِ والجوعِ والهُــدى وكيفَ وبالطاعتِ أَسْتَجْلبُ الرّزقا؟!
سأتْلِفْها في نيلِ حُـــــــــــــبك ســـــيّدي عساىَ بها أسْتَوْجِبُ القربَ والعِتْقَا!
فجزع التاجر لما سمع قولها ، وقال لها : عودي وكلي ما شئت من الطعام في أمان الله !
فقالت : اللهم كما أنرت قلبـه ، وهديت لبه ، فأجب دعــــاءه ، ولا ترده خائباً ، فكان ما دعت به ، وملأ الله قلبه بالإيمان ، فتزوجهـا وعاشا في أمان .
---------------------------------------------------
* ) دنيا المرأة ، مرجع سابق ، ص145.
1) الخصاصة : الجوع . ونازلني قاتلنى وأصابني
* ) دنيا المرأة ، مرجع سابق ، ص145.
1) الخصاصة : الجوع . ونازلني قاتلنى وأصابني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق